لا

تحديات تواجه البيت المسلم

تحديات تواجه الأسرة المسلمةالل

الخميس 1 نيسان (أبريل) 2010 parالأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

ليس في إمكاننا في بحث موجز كهذا أن نأتي على التحديات التي تواجه الأسرة المسلمة وحسبنا في هذه المحاولة أن نشير إلى أهم التحديات بدون أن نزعم لأنفسنا الإحاطة بها أو تقديم الحلول لها. ولكنها محاولة تندرج ضمن عديد المحاولات السابقة واللاحقة.

والواقع إن التحديات التي تواجه الأسرة المسلمة هي تحديات تواجه الفرد المسلم والمجتمع المسلم والأمة الإسلامية.

والأسرة خلية حرص الإسلام على رعايتها ونموها دعم أسسها وأركانها وأرادها قوية متينة لان في قوتها وسلامتها قوة للمجتمع وسلامة له لأجل ذلك حرصت تشريعات الإسلام وأحكامه على تركيز لبناتها وسمت بالعلاقة التي تربط بين أفرادها فجعلتها فوق الغايات والمصالح المادية وإن كانت هذه الغايات وتلك المصالح تتحقق لكل أفراد الأسرة من باب الحاصل غير المقصود.

ولئن موضوع هذا البحث لا يتعلق بالأسرة في الإسلام ولا بجانب تشريعي معين من تشريعات الإسلام في مجال الأحوال الشخصية إلا أنني أجد نفسي مضطرا إلى الإشارة العابرة إلى روح التوجيهات الإسلامية في هذا المجال لأنطلق منها إلى موضوع التحديات التي تواجه الخلية الأساسية في المجتمع الإسلامي. إذ لعل هذه التوجيهات الإسلامية النيرة تساعد الأسرة المسلمة إن هي عادت إليها في تخطي كثير من المشاكل ومواجهة عديد التحديات وتجاوزها بسلام.

إن القرآن الكريم والسنة النبوية الطاهرة يزخران بالنصوص المذكرة بالحقائق الأولية من مثل قوله تعالى: [يا أيها اللذين آمنوا إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم](1) ومثل قوله تعالى : [والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة](2) أو قوله تعالى: [ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون](3).

إن لاجتماع الزوجين: الذكر والأنثى غاية تتعدى تلبية الحاجات الغريزية الشهوانية إلى الإنجاب الذي به يتواصل عمران هذا الكون. وهؤلاء البنين والحفدة هم ثمرة ود ومحبة وصفاء ووئام جعله الله بين قلبي الزوجين حتى أصبح كل منهما سكنا للآخر أو كما عبر القرآن في موضع آخر: [هن لباس لكم وانتم لباس لهن] وهل هنالك شيء أقرب للإنسان من لباسه؟

والزوجة الصالحة في منظار الإسلام هي التي أشار إليها الرسول صلى الله عليه وسلم:[تنكح المرأة لما لها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك](4)

والزوج الصالح هو ذلك الذي عناه الرسول صلى الله عليه وسلم: [إذا جاءكم من ترضون دينه وآمانته فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة وفساد كبير](5)

ويبين الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين صفات الزوجة الصالحة فيقول: إنها تلك التي [إذا غاب زوجها حفظته في نفسها وماله وإذا امرها اطاعته وإذا نظر إليها سرته]

ويجعل الرسول صلى الله عليه وسلم من أسباب سعادة المرأة واحرازها على رضوان الله تبارك وتعالى طاعتها لزوجها فيقول في حديث شريف: [إن المرأة إذا صلت خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها واطاعت زوجها دخلت الجنة](6)

وسوف لن استرسل في ذكر توجيهات الإسلام في هذا المجال مذكرا فقط أن الإسلام أكد على دور الزوج وأمره بالالتزام باداب الإسلام وتوجيهاته إذ قد وقف الرسول صلى الله عليه وسلم يوم عرفات يخطب: [استوصوا بالنساء خيرا فإنهم عوان بين ايديكم)(7) ولإن أعطي الإسلام القوامة للرجل فهي قوامة مسؤولية واشراف أسسها التقدير للمسؤولية والقيام بها أحسن قيام وليس التسلط والتجبر والاستغلال الفاحش لضعف المرأة وجعلها متعة وشهوة تؤتى حتى إذا ما ذبلت لفظت لفظ النواة أو استبدلت بأخرى.

وثمرة كل زواج الأبناء : اعتنى الإسلام بهم عناية عظمى وهي عناية تسبق يوم ولادتهم إلى اختيار الأم حيث نجد الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: [تخيروا لنطفكم فان العرق دساس](8). وإذا ما نزل الوليد إلى هذا العالم فان من حقه على والديه أن يحسنا اختيار اسمه ويشرفا على شؤونه أحسن أشراف ويربيانه تربية أصيلة خصوصا وهو صفحة بيضاء: [يولد الولد على الفطرة وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه](9)

وجعل الإسلام الأولاد ثمرة زواج شرعي ينسبون به إلى أصولهم المعروفة المعلومة مع ما في ذلك من حفاظ على كرامتهم وعزتهم وعدم إلحاق أي ضرر معنوي بهم إذ لا يخفى ما يعانيه الأطفال غير الشرعيين من عقد ومشاكل تظل مسيطرة عليهم طيلة حياتهم ومهما تطورت المجتمعات البشرية وتحررت من القيم السماوية فإنها لا تزال حريصة على إثبات الأصول والمحافظة على الأنساب. ومنهج الإسلام في هذا المجال واضح لا غبار عليه يسد كل منافذ الانحراف والأبواب المؤدية إليه ويدعو إلى وقاية المجتمع من كل الآفات والأمراض.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى