ركن الوكلاءنصائح

بيوتنا محاربنا د: مصطفى الشيباني


1️⃣مضى قرابة الشهرين على إغلاق المساجد بسبب هذا الوباء الذي نسأل الله أن يرفعه من الأرض، حتى يعود المؤمنون إلى المساجد ولسان حالهم:*

*يمشون نحو بيوت الله إذ سمعوا…* *الله أكبر في شوق وفي جذل.*
*دعواهمُ ربنا جئناك طائعةَ… نفوسُنا وعصينا خادع الأملِ*

*لكن على الرغم من شدة هذه المحنة، وصعوبتها على النفس، لاسيما في رمضان، إلا أن هناك منحة في طي كل محنة، (لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُم)..*
*لقد صارت بيوت كثير من المسلمين في رمضان مساجد عامرة بالصلاة والذكر وقيام الليل (واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة )..*
*اجتمع شمل العائلة على صلاة الجماعة وقيام الليل والذكر بعد الصلوات وتلاوة القران، وصرت تسمع لبعض البيوت دويًا كدوي النحل بالقران..*
*توثقت الصلة بين أفراد العائلة، وصارت هناك ذكريات يومية يشتركون فيها في أدق التفاصيل..*
*صارت هناك فسحة في الوقت لإتمام كثير من المشاريع العالقة، من برنامج للمطالعة، وآخر لحفظ القران، وثالث لتعلم مهارات حياتية..*
*تنافست الفتيات في صنع الأطعمة المختلفة، والأطباق المتنوعة، بعيدا عن مطاعم الوجبات السريعة وسلبياتها..*
*صار الأطفال الصغار الذين لم يجاوزوا السابعة يتقنون الأذان، ويتنافسون في رفعه كل صلاة، وينتظرون وقت الصلاة الأخرى أيهم سيؤذن.*
*حقا، رب ضارة نافعة..*
*من أحاديث نبينا صلى الله عليه وسلم التي يغفل عنها كثير من الناس قوله (أفضل صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبة). النافلة في البيوت أفضل لأنها أبعد عن الرياء أمام جموع الناس، ولكي يتعاهد الرجال صلاة أولادهم، ولكي تتنزل الرحمة وتسود المودة أركان البيت..*
*(مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت).*
*هلم فلنحيي بيوتنا بذكر الله*

*2️⃣نستقبل الليلة العشر الأواخر، حيث يتنافس المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها لإدراك ليلة القدر، التي أخفاها الله في العشر، حتى يجتهد الناس..*
*ليلة واحدة خير من ألف شهر..*
*وليس ذكر الألف هنا للتحديد بل للمبالغة، فهذه الليلة خير من ألف شهر ومن آلاف الشهور، كيف لا وفيها بدأ نزول القران على سيد الخلق في غار حراء..*
*كيف وبعد تلك الليلة تغير تاريخ البشرية، وولدت خير أمة أخرجت للناس..*
*لما أطل محمد زكت الربى واخضرّ في البستان كل هشيم*

*كل شيء تغير بعد تلك الليلة.. وصل نور الوحي إلى كل أرجاء الأرض..*
*وصار للمسلمين موعد سنوي يتذكرون فيه نزول تلك النعمة العظيمة..*
*(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها)*

*إلى أهل كل بيت مسلم..*
*هلم فلنتنافس في هذه الليالي، نشد مئازرنا، ونوقظ أهلينا، ونحيي ليالينا..*
*هلم نري الله من أنفسنا خيرًا..*
*نستلهم قول الأول (إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل).*
*لنجعل هذه الليالي خالصة لله، إذا صلينا العشاء تبتلنا في محاريب بيوتنا بين صلاة وذكر ودعاء وتلاوة إلى أن يطلع الفجر..*
*فليلة القدر سلام حتى مطلع الفجر.*
*لنؤجل كل شيء من سفاسف الدنيا، من مسلسلات، أو سنابات، أو كتابات على الفيس،*
*فالدقائق في هذه الليالي غالية، وقد لا ندركها عامًا آخر ..*
*تخيل هذا الاحتفاء العظيم بهذه الليلة من قبل الملأ الأعلى، فالملائكة تنزل فيها حتى تكون أكثر من عدد الحصى، يتقدمهم الروح الأمين، الذي نزل بالوحي على قلب نبينا صلى الله عليه وسلم أول مرة..*
*تخيلوا ليلة واحدة قد تسعد فيها الأسرة إلى الأبد، ينظر الله إليهم وهم بين قائم يصلي، أو قاعد يتلو ، أو متكئ على جانبه يذكر الله، أو رافع يديه يجأر بالدعاء،*
*قلوبهم تسعى إلى الله وتحفد، ترجو رحمته وتخاف عذابه..*
*فيقول الله جل جلاله لملائكته أشهدكم أن قد غفرت لأهل هذا البيت، وأحللت عليهم رضواني الأكبر فلا أسخط عليهم أبدا.*
*أي شرف هذا، أي نعمة تداني هذه النعمة..*
*ألا إن كل شيء يهون في سبيلها..*
*أو نضيع هذه الليالي في غير الذكر ..*
*اللهم لا تجعلنا من المحرومين، ولا عن بابك من المطرودين.*

*? شبكة الطفولة* ?

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى