الكتابة للأطفال..ذلك السهل الممتنع الممتع
ومع أنني لا أنكر وجود كتابات وبرامج موجهة لهذا الكائن الجميل فإنها – على ندرتها واستحيائها – لا يمكن أن تنسب للأطفال إلا من باب التجوز. ذلك أن الطفل كائن حي له ميوله وعواطفه الخاصة ومشاعره وأحاسيسه المتميزة. وأي إنتاج لا يأخذ تلك الخصائص والمميزات بعين الاعتبار لن يصل إلى ذات الطفل عفوا.
فكاتب الأطفال الناجح هو الذي يتقمص شخصية الطفل وينمحي فيها حتى يعيش أحاسيسه، بل لن يصل إلى ذلك حتى يكون طفلا مثله.!!
فكم من نكتة يضحك لها الراشد ملء شدقيه يشمئز منها الطفل، وكم من أغنية تسلي ذلك يتضجر منها هذا، وكم من شعر يتمايل له الكهل يمر الطفل كأن لم يسمعه.!!
فلغة الطفل لغة حلوة، تلوََّح ولا تصرح، مفرداتها سهلة فصيحة، وجملها قصيرة قصر نَفَسِ الطفل، وحروفها قليلة متناغمة، وصورها خيالية مجنحة، توحي بأكثر من معنى، وتحيل إلى عالم مفتوح، ومعانيها تصادف هوى في نفس الطفل، وتحيل إلى ثقافته ومحيطه الاجتماعي، ورسومها ذات ألوان قزحية أخاذة، تشد الطفل إليها وتسله برفق من واقعه الحقيقي المتجاوز إلى عالم متفائل موعود.
الكتابة للطفل إذن فن إبداعي متميز له خصائصه وسماته ووسائله وأدواته، يحمل الكاتب به الطفل إلى الإنجاز وهو يضحك.
بقلم: محمد عبد الله ولد عمارو